وإنّما يَكون ابنَ مَخاضٍ، وَابنةَ مَخاضِ إذَا دَخَلَا في الحَوْل الثَّاني؛ لَأنّ أُمَّها لَحِقَتْ بالمخاضِ، وإن لَم تَكُن حَامِلاً.

قال الأَصْمَعِىُّ: إذَا حَمَلت النُّوقُ لِتَمَام سَنَةٍ من يَومِ وَضَعَت سُمِّيَت (?): شَولًا ومَخَاضاً، وَوَلَدُها ابنُ مَخاضٍ (?)، وقبل ذلك يُسمَّىِ فَصِيلاً.

وقال غيرُه: هُنَّ شُولٌ ما دَامَ فيها الفَحْل، وابن المخاض: الذي حَمَلَتْ أُمُّه، أو حَمَلَت الِإبِلُ التي فيها أُمُّه، وإن لم تَلقح هي. وهذَا هو المَعْنَى في قَوْلِه: ابنُ مَخَاضٍ؛ لِأَنّ النَّاقَةَ الوَاحِدَة لا تكون بنتَ نُوقٍ، فإذَا أَرادَ أَنْ تَكُونَ وَضَعَتْهَا أُمُّها في وقْتٍ قد حَمَلَتْ النُّوقُ التي وَضَعْنَ مَع أُمِّهَا، وإن لم تَكُن أُمُّها حامِلًا - والله عزّ وجلّ، أَعْلَم، فنَسَبَها إلى الجماعَةِ؛ لحُكْمِ مُجَاوَرَتها أُمَّها.

- في الحديث: "بَارِك لَهم (?) فىِ مَحْضِهَا ومَخْضِهَا"

: أي ما مُخِضَ مِن الَّلبن فأُخِذَ زُبْدُه، ويُسمَّى مَخِيضاً أيضاً: ما بَقِى بَعْدَ أَخذِ الزُّبْد منه.

- ومنه الحديث: "أنَّه مُرَّ علَيه بجَنَازَةٍ تُمخضُ مَخْضًا"

: أي تُحَّركُ تَحرِيكاً سَرِيعاً، كما يُحَرَّكُ سِقَاءُ اللَّبَنِ؛ ليخرج زُبْدُه والسَّحاب يَمخَضُ بمَائِه.

(4 ومَخَضت الشاةُ مِخَاضًا - بفتح الميم وكسرها -: دَنَا نِتَاجُها 4).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015