وحقِيقَة الكذبِ إنّما يَقع في الإخبار، وهذا الرّجُلُ في هذا ليس (?) بمُخْبرٍ عن غَيره.

وقد نَزَّه الله سبحانه وتعالى أَقدارَ الصَّحابة عن الكَذِب، وشَهِد لهم بالصِّدْقِ والعَدَالَة فقال: {أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (?) وفي مَوضعٍ آخر: {أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} (?) رضي الله عنهم.

ولأبي محمد هذا صُحْبَة، واسْمه مسعُود بن زَيدٍ.

وقد يَجرِى الكَذِبُ في كلامهم مَجَرى الخُلْف، قال ذو الرُّمَّةِ:

. . . ما في سَمْعِهِ كذِبُ (?)

- (5 في الحديث: "لا يَصْلُح الكَذِبُ إلَّا في ثلاثٍ"

قيل: أراد به: مَعاريض الكلامِ الذي هو كَذِبٌ من حَيثُ يَظُنُّه السَّامعُ، وصِدْقٌ من حَيْث يَقوله القائلُ، وإلّا فقد قال الله تعالى: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (?)، {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (?).

ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبعدُ النّاس من خِلاف ما أَمَر الله تعالى به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015