المجموع اللفيف (صفحة 455)

وان لغيرته يسافر بابنة له يقال لها (الجرباء) ، فلما صار في بعض الطريق أنشأ يقول: [1] [الطويل]

قضت وطرا من دير سعد وربّما ... على غرض ناطحنه بالجماجم [2]

ثم أقبل على ابن له فقال: أجز يا عملّس [3] ، فقال:

فأصبحن بالموماة يحملن فتية ... نشاوى من الإدلاج ميل العمائم

فأقبل على ابنته فقال: أجيزي يا جرباء، فقالت:

كأنّ الكرى سقّاهم صرخديّة ... عقارا تمشّى في المطا والقوائم [4]

فأقبل على ابنته يضربها، ويقول: والله ما وصفتها بهذه الصفة [175 ظ] حتى شربتها، فوثب عليه إخوتها فقاتلوه، ثم رموه بسهم فخلوا [5] به فخذه، ثم أتوا أهل ماء فقالوا: إنّا نحرنا بكرا لنا بموضع كذا وكذا، وليس لمن لم يأته منا بأداوة من ماء نصيب، فبادرهم أهل الماء بالأداوى، فجاء وا إلى أبيهم، فاذا أبوهم قد أعجبه ما رأى من جلد بنيه، وهو يقول: [الرجز]

إنّ بنيّ زمّلوني بالدم ... من يلق أبطال الرجال يكلم [6]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015