المجموع اللفيف (صفحة 418)

عليه قبره بالأرض، وجعلوا على قبره خشبتين من زيتون، إحداهما عند رأسه، والأخرى عند رجليه، ثم جعل قبره بينه وبين القبلة، واستوى قائما، وأحاط به الناس، قال: «رحمك الله يا بنيّ، قد كنت بارا بأبيك، وما زلت مذ وهبك الله لي [159 ظ] بك مسرورا، ولا والله ما كنت قطّ أشدّ بك سرورا، ولا أرجى لحظّي فيك [1] ، مذ وضعك في الموضع الذي صيّرك الله إليه، فغفر الله لك ذنبك، وجزاك بأحسن عملك، وتجاوز عن سيّئتك، ورحم الله كلّ شافع يشفع لك بخير من شاهد أو غائب، رضينا بقضاء الله، وسلّمنا الأمر لله، والحمد لله رب العالمين، ثم انصرف.

قال الأحنف بن قيس: «ربّ ملوم لا ذنب له» [2] .

[أبيات في الهجاء]

وقال أوس بن جابر لابن عامر: [3] [الكامل]

ظلت عقاب النوك تخفق فوقه ... رخو طفاطفه قديم الملعب

قد ظلّ يوعدني وعين وزيره ... خضراء خاسفة كبطن العقرب

وقال ابن مناذر في خالد بن طليق: [4] [الطويل]

أتى دهرنا والدهر ليس بمعتب ... بآبدة والدهر جمّ الأوابد

بعزل عبيد الله عنّا فيا له ... خلافا وباستعمال ذي النّوك خالد

وقال: [5] [السريع]

يا عجبا من خالد كيف لا ... يخطىء فينا مرة بالصواب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015