«خرقاء وجدت صوفا» [1] ، ومنهم دغة، وجهيزة، وشولة، ودرّاعة القديد، قال: ولكل واحد من هؤلاء قصة سنذكرها في مواضعها، وذكر بعضهم، ولم يذكر باقيهم، فممن ذكره ديسيموس، قال: وأما ديسيموس فكان من موسوسي اليونانيين، قال له قائل: ما بال ديسيموس يعلّم الناس الشعر ولا يستطيع قوله؟ قال: مثله مثل المسنّ يشحذ ولا يقطع.
وأما جعيفران الموسوس [2] الشاعر، فكان يتشيع، فقال له قائل: تشتم فاطمة وتأخذ درهما؟ قال: لا، بل أشتم عائشة وآخذ نصف درهم، وهو الذي يقول: [3] [مجزوء المجتث]
ما جعفر لأبيه ... ولا له بشبيه
أضحى لقوم كثير ... فكلّهم يدّعيه
هذا يقول بنيي ... وذا يخاصم فيه
والأمّ تضحك منه ... لعلمها بأبيه
[150 ظ] وأما أبو ياسين الحاسب، فانه ذهب عقله بسبب تفكيره في مسألة، فلما جنّ كان يهذي بأنه سيصير ملكا، وقد ألهم ما يحدث في الدنيا من الملاحم، وكان أبو نواس والرقاشي يقولان على لسانه أشعارا على مذهب أشعار ابن أبي عقب الليثي ويرويانها أبا ياسين، فاذا حفظها لم يشك أنه الذي قالها.