تشوّهت إذ تسعى على جلّ مالك ... وهل لك في أبناء مالك بن أصل
بنو مالك أبناء عمرو بن عامر ... وأنت يهوديّ تشقّ خصى الفحل
من خدعات الدهاة:
كانت الأوس والخزرج في حروبهم تلك قد خافت بجمع الخزرج عليها، فخرجت إلى قريش تحالفها، فأظهروا أنهم محرمون للعمرة، وقلدوا آطامهم [134 و] الحبال على رؤوسها، وعلقوا فيها كرانيف [1] النخل، وكانت تلك علامة الإحرام، وكان يكفّ بعضهم عن بعض إذا أحرموا، فأتوا قريشا فقالوا: بعدت دارنا عن داركم، متى يدرككم غوثنا، أو متى تجيبون صريخنا، ولكن احتملوا إلينا بأهلكم نحالفكم، ففعلوا، فقال الوليد بن المغيرة وأبو جهل، وكانا غائبين أو أحدهما: والله ما دخل قوم قطّ على قوم في دارهم إلا غلبوهم على شرفهم وفخرهم وعزهم، وورثوا ديارهم، قالوا: فما المخرج؟ قال أبو جهل: أنا أكفيكم، إنهم أهل كرامة [2] وغيرة، فأنا آتيهم من قبل ذلك، فقال: إنّ لنا سنّة لا يزال الرجل منّا قد لقي المرأة في السوق فضرب على عجيزتها وعبث بها، فان طبتم أنفسا بأن يكون نساؤكم إسوة بنسائنا، وإلا فردوا على قومي حلفهم، قالوا: قد رددناه.
رأى العباس رحمه الله دور آل جحش [3] خلاء، تصفق أبوابها الريح،