المجموع اللفيف (صفحة 314)

يحيى بن زياد الفرّاء [1] النحوي، وليس بالرماني، هذا آخر من قرأ على أبي علي الفارسي، وهو اليوم تاريخ النحو في المشرق، وقال لي أبو عبد الله محمد بن علي بن عرس، وهو من أعدل من رأيته من أهل العراق، إلى أدب كثير وشعر مستملح، قال: عمل علي بن عيسى [2] كتابا رد فيه على عثمان بن جني كتابه في شعر المتنبي [3] ، قال: فجاء فيه بكل عجيبة، إلا أنه كان يأتي بالفقرة النادرة بين عشرين ورقة من شتم ابن جني، وقذف أهله، وتحريق عرضه، والانحطاط من السباب إلى قبحه ورذله، قال: فسعد بذلك ابن جني، لأنّ الفوائد ضاعت في أثنائه [123 و] ، ولو أنه استخلص المعلوم منه، وألغى الهذيان، لكان أضرّ شىء في الدنيا على ابن جني، وقيل إنّ عليّ بن عيسى هذا ليس بعاقل.

[أصل الديلم]

قال الوزير أبو القاسم رحمه الله: وقد رأيت رجلا ديلميا من أبرع الناس صناعة في تذهيب المصاحف، وأحسنهم خطّا في الكوفيّ المجلّس [4] ، وكان يجمع ذلك محبّة للعلم، وشدوا في النظر، واعتلاقا بشعبة الفقه، فأما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015