واغتنم شربها فقد فضح الليل ... هلال كأنّه فتر زند
والثريّا خفّاقة في رواق الغرب ... تهوي كأنّها رأس فهد
وغدير كأنّما فيه مرآة ... تجلّت عن جوهريّ الفرند
طينه عنبر وحصباؤه ... درّ عليه وماؤه ماء ورد
زعزعته الصّبا فكان كوجه ... ساتر حسنه بفاحم جعد
ليس في الناس يا فتى الناس خلق ... يتعدّاه دهره المتعدّي
في زمان الشّباب قابلني الشّي ... ب وهذا من أول الدّنّ دردي [1]
ومن قوله: [البسيط]
يا أهل بغداد زاد الشوق في أرقي ... وفي حنيني وفي وجدي وفي قلقي
بالهند تطبع أسياف الحديد وفي ... بغداد يطبع أسياف من الحدق
هذا البيت الأخير يشبه شعر الحمدان بن سمّورة الدارمي الكرماني، رجل كان بالجبل يمدح يعقوب بن الليث، فقال: [السريع]
جرّدت لي يا نصر سيفين ... طبعهما من مقل العين
سيفين ما فاتهما فائت ... قطّ ولو كان بروحين
فاعطف على قلب أسير ترى ... عليه من حبّك قيدين
ولحمدان هذا أيضا: [122 و] [المديد]
عنّت الذلفاء بالعنت ... من ملاحاتي ومعذلتي [2]
إن رأت لي راحة جعلت ... خولا للمجد ما حوت
لست بالواني الجبان ولا ... بالذي إن يفتقر يمت
ليت إنّ الرزق مطلبه ... بين شقي ضيغم هرت [3]