المجموع اللفيف (صفحة 282)

قالت: والله ما رأيت عربيا قطّ أقبح ولا ألمّ [1] منك، قال: أنت والله أقبح وألمّ قالت: أنت الذي يقول: [2] [الطويل]

كواظم لا ينطقن إلا محورة ... رجيعة قول بعد أن يتفهّما [3]

تراهن إلا أن يؤدين نظرة ... بمؤخّر عين أو يقلّبن معصما

يحاذرن منّي غيرة قد عرفتها ... قديما فما يضحكن إلا تبسّما

لعن الله الذي يفرق منك، قال: لعنك الله، قالت: أنت الذي تقول: [4] [الوافر]

إذا ضمريّة عطست فنكها ... فانّ عطاسها طرف الوداق [5]

قال: من أنت؟ قالت: لا يضرّك من أنا. قال: والله إني لأراك لئيمة الأصل والعشيرة، قالت: حيّاك الله أبا صخر، والله ما كان بالمدينة رجلّ أحبّ إليّ وجها ولا لقاء منك، قال: لا حياك الله، ولكن والله ما كان أحد على الأرض أبغض إليّ وجها ولا لقاء منك، قالت: أفتعرفني؟ قال: أعرفك، إنّك لئيمة من اللئام، فانتسبت له، فاذا هي أم ولد بشر بن مروان [6] ، قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015