ثم إلى دسكرة [1] وجللتا [2] والنهروان [3] ومدينة السلام، وما زال الحاج في مثل برائن الأسود، وأفواه الدواهي السود، ظلما لا ينجلي ظلامه، وغشما [4] لا ينقشع غمامه، ونيران شرّ تستعر، وسيوف شغب تسهر، وحروبا تتلظّى نارها، ولا يطفأ أوارها، وأفعالا دنيّة، تردّ طرف الإسلام غضيضا، وأحكاما سدومية [5] تذر الليالي البيض سودا، فلما شارفتها، رأيت المنايا على الحوايا [6] ، فقلت أرجع على أدراجي، متأدبا بآداب الله تعالى في قوله:
وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ
[7] ، فاستقبلني نفر من غلمان لنا أتراك، كنت