المجموع اللفيف (صفحة 249)

وحدثنا القاضي التراسي حين بدأنا بالبادية، سائرين من القادسية، قال:

جرت البارحة بيني وبين طائفة من بلدي منازعة، فقال غمر من أغمارهم: هذا دهليز المنيّة، وأول أبواب الشقوة، ومفتاح التغرير بالمهجة، فقلت: كلا، بل هو باب الرحمة والطريق إلى الجنة، وفاتحة العفو والمغفرة، قال: فهوّمت في محملي، وفي قلبي هاجس من ذلك، فأريت أرض البادية كلها كصفائح الفضّة المجلوّة، والسيوف البواتر المصقولة، أو كالصرح الممرّد بعجيب الصنعة، وعن اليمين والشمال قباب شامخة، وقناديل معلّقة زاهرة، وكأنّ هاتفا يهتف بي ويقول: ما قلت اليوم وما قيل لك؟ فأعدت ما جرى، فقال:

القول ما قلته، فسكن روعي وقلت: ما هذه القناديل والقباب؟ قال: هي للحاج كل سنة.

[في الطريق إلى مكة]

المنازل بين همذان [1] ومكة وأوصافها سرنا منها إلى أسد آباذ [2] ، وإلى قصر اللصوص [3] وإلى العيون [4] ،......

طور بواسطة نورين ميديا © 2015