قلت: وكان قد ترك عند القاضي جلال الدين رزمة أوراق بخطه فيها تعاليق وفوائد له, فاستمرت عنده, ووقفت علي شيء منها, ومن جملتها سؤال أورده علي الشمس الهروي ببيت المقدس, فأجابه بجواب جازف فيه علي عادته, وأخذ الشيخ أبو الحسن يفنده وينبه علي فساد مواضع فيه.
وذكر الشيخ برهان الدين فيما قرأته بخطه أنه أنشدهم لغيره:
منغَّص العيش لا يأوي إلي دعة ... من كان ذا بلد أو كان ذا ولد
والساكن النفس من لم ترض همته ... سُكني مكان ولم يركن إلي احد
قال: وأنشدنا قال أنشدنا أبو عبد الله محمد بن جزي لنفسه:
فقلت لها عرّجي علي تعطفة ... فقلت لك البشري ولي بأمي عوجي
قال: وأنشدنا قال: أنشدني أبو الحسن علي بن الأزرق الغرناطي العدل, أنشدنا السلطان احمد بن أبي سالم أيام اعتقاله بقلعة غرناطة:
أما الهوي يا صاحبي فألفته ... وعهدته من عهد أيام الصبا
وحسبته فوت النفوس وحلها فتخذته دينا لدي ومذهبا
لكن رأيت له الفراق منغصا لا مرحبا بتفرق لا مرحبا
ابن [ ....... ] السيرامي, نزيل القاهرة, سيف الدين.