أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني بنسا قال: حدثنا علي بن حُجَر قال: حدثنا داود بن الزِّبزِقان: سئل أبو حنيفة عن الخليطين: خليط البُسْر والتَّمر فقال: حدثني حماد عن إبراهيم أَنه كان لا يرى بذلك بأسًا. قلت: هل كان إبراهيم يُحَدِّثُ فيه بِرُخصَة كما حَدّث في نَبِيذ الجَرِّ قال: لا أعْلَمه. قلت: ما تصنع بحديث إبراهيم وقد جاء النَّهي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عَنْ ذلك؟ قال: أمَا إني أزِيدك حديثًا: حدثني نافع أن ابن عُمر خَلَطَهُمَا قلت: إنما صَنَع ذلك مَرَّة وَاحِدَة مِنْ وَجع عَرَض له لأن التَّمر بَلْغَم والزّبيب جَافّ، كان يُنْظَمُ له الثَّوم فيُلْقَى في القِدْر فإذا أنْضَجَت القِدْر ما فِيها كُشِط الثَّوْم ورُمِيَ به. أخبرني بذلك أيوب عن نافع عن ابن عمر. قال: فقال أبو حنيفة: ما أُبَالي مَرَّة صَنَعه أو مِائة مَرَّة. ثم أقبل علي فقال: مَن حَدَّثك؟ قلت: حدثني مَطَر الوَرَاق عن عطاء عن أَبي رَبَاح عن جابر بن عبد الله: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهي عن البُسْر والتَّمر أن يُخْلط بَيْنَهُما وعن الزَّبيب والتمر أن يخلط بينهما" وحدثني ليث بن أبي سُلَيم عن عطاء عن جابر "أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عنهما أن يخلطا".
وحدثنا أبان عن أَنس: "أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عنهما أَن يَخلَطا"، وحدثنا سعيد بن أبي عَرُوبة عن قَتَادة عن أنس: "أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عنهما أن يُخْلطا" قال أنس: ولقد حُرّمَتْ الخمر وما لِأَهْلِي شَرَاب غَير الغليظين.
وحدثني أَبو العلاء وأبو ثابت عن أنس "أنه كان يقطع له التَّذْنُوبَة من البُسْر".
وحدثنا الصَّلب بن دينار عن أبي نضْرة عن أَبي سعيد: "أن النبي عليه الصلاة والسلام نَهَى عَنْهما أن يُخْلطا" وحدثنا شُعبة عن الحكم عن ابن أبي لَيْلَى "أن النبي عليه الصلاة والسلام نَهَى عَنْهُما أن يُخلَطا" وحدثنا هِشَام الدَّسْتَوَائِي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قَتَادة عن أبيه "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نَهَى عنهما أن يُخْلطا" وحدثنا هِشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتَادة عن أبيه قال: "لا تَنْبِذُوا الزَّهْو. والرُّطب