قال: وحدثنا المنكدر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "توبُوا أَيُّهَا النَّاسُ قَبْلَ أَن تَمُوتُوا، وَبَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عز وجل قَدْ فَرَضَ عَليكُمْ هَذِهِ الصَّلَاةَ -يعني صلاة الجمعة- فِي شَهْرِي هَذَا فِي يَوْمِي هَذَا، فِي مَقَامِي هَذَا، فَمَنْ تَرَكَهَا فِي حَيَاتِي وَبَعْدَ مَوْتِي، اسْتِخْفَافًا بِهَا وَجُحُودًا لَهَا، لَهُ إِمَامٌ عَادِلٌ أَوْ جَائِرٌ، أَلَا وَلَا صَلَاةَ لَهُ وَلَا صَوْمَ لَهُ، أَلَا وَلَا حَجَّ لَهُ، أَلَا وَلَا بِرَّ لَهُ، إِلا أَنْ يَتُوبَ فَيَتُوبَ اللهُ عز وجل عَلَيهِ، أَلَا وَلَا تَؤُمَّنَّ امْرَأَة رَجُلًا، وَلَا يَؤُمَّنَّ أَعْرَابِيٌّ مُهَاجِرًا، وَلَا يَؤُمَّنَّ فَاسِق فؤْمِنًا، إِلا أَنْ يَخَافَ سَيفَهُ أَوْ سَوْطَهُ" (?).
حدثناه ابن خزيمة بهذه الأسانيد الأريع، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، وأنا أخاف أنه كذاب، قال: حدثنا أبي، عن حماد بن سلمة.
سألت محمد بن إسحاق بن خزيمة مرارًا عن هذه الأحاديث فامتنع، ثم قرأت عليه، فلما قلت: حدثكم محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، أدخل إصبعيه في أذنيه، فلما قرأت إسنادًا واحدًا أخرجهما من أذنيه، ثم سمع إلى آخره، وقال: نعم وأنا خائف أنه كذاب.
يضع الحديث، تعلق محمد بن كرام برجله، وتشبث بالجويباري فأكثر روايته منهما جميعًا، كانا يضعان الحديث، ليس عند أصحابنا عنهما شيء، وإنما ذكرناهما لئلا يتوهم أحداث أصحابنا أن شيوخنا تركوهما للإرجاء فقط، وإنما كان السبب في تركهم إياهما أنهما كانا يضعان الحديث على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وضعًا.