قال أبو حاتم: قد سبرت أخبار قيس بن الربيع من روايات القدماء والمتأخرين وتتبعتها، فرأيته صدوقًا مأمونًا حيث كان شابًا، فلما كبر ساء حفظه وامتحن بابن سوء، فكان يدخل عليه الحديث فيجيب فيه، ثقة منه بابنه، فوقع المناكير في أخباره من ناحية ابنه، فلما غلب المناكير على صحيح حديثه ولم يتميز استحق مجانبته عند الاحتجاج، فكل من مدحه من أئمتنا وحث عليه كان ذلك منهم لما نظروا إلى الأشياء المستقيمة التي حدث بها من سماعه، وكل من وهاه منهم فكان ذلك لما علموا مما في حديثه من المناكير التي أدخل عليه ابنه وغيره.
قال عفان: كنت أسمع الناس يذكرون قيسًا فلم أدر ما عليه، فلما قدمت الكوفة أتيناه فجلسنا إليه فجعل ابنه يلقنه، ويقول له: حصين، فيقول: حصين، فيقول رجل آخر: ومغيرة، فيقول: ومغيرة، فيقول آخر: والشيباني، فيقول: والشيباني.
حدثنا مكحول، قال: سمعت جعفر، يقول: سألت ابن نمير عن قيس بن الربيع؟ فقال: إن الناس قد اختلفوا في أمره، وكان له ابن، فكان هو آفته، نظر أصحاب الحديث في كتبه فأنكروا حديثه وظنوا أن ابنه غيرها.
من أهل المدينة، يروي عن أبيه ومخرمة بن بكير عن بكير بن عبد الله بن الأشج بالمقلوبات التي لا يشارك فيها. روى عنه عبد الله بن هارون بن موسى الفروي وأهل المدينة، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
روى قدامة عن أبيه، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ عَزَّى أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ مِنْ مُصِيبَةٍ كَسَاهُ اللَّهُ حُلَّةً يُحْبَرُ بِهَا" قيل: يا رسول الله وما يحبر بها؟ قال: