عمرو الناقد، يقول: سمعت وكيعًا يقول وسأله رجل، فقال: يا أبا سفيان تعرف حديث سعيد بن عبيد الطائي عن الشعبي في رجل حج ثم حج؟ قال: من يرويه؟ قلت: وهب بن إسماعيل، قال: ذاك رجل صالح، وللحديث رجال.
قال أبو حاتم رحمه الله: ومنهم جماعة ثقات اختلطوا في أواخر أعمارهم حتى لم يكونوا يعقلوا [يعقلون] ما يحدثوا [يحدثون] فأجابوا فيما سئلوا، وحدثوا كيف شاؤوا، فاختلط حديثهم الصحيح بحدثهم السقيم فلم يتميز، فاستحقوا الترك.
أخبرنا مكحول، قال: حدثنا أبو الحسين الرهاوي، قال: حدثنا مؤمل بن الفضل، قال: سألت عيسى بن يونس، عن ليث بن أبي سليم، فقال: قد رأيته، وكان قد اختلط، وكنت ربما مررت به ارتفاع النهار وهو على المنارة يؤذن.
أخبرني محمد بن صالح الحنبلي، قال: حدثنا عبد الملك بن محمد، قال: سمعت الحوضي، يقول؛ دخلت على فلان أريد أن أسمع فيه وقد اختلط (?). فسمعته يقول؛ الأزد عريضة، ذبحوا شاة مريضة، أطعموني فأبيت، ضربوني فبكيت، فتركته ولم أسمع منه شيئًا.
قال أبو حاتم رحمه الله: ومنهم من كان يجيب عن كلّ شيء يسأل، سواء كان ذلك من حديثه أو من غير حديثه، لا يبالي أن يتلقن ما لقن، فإذا قيل له: هذا من حديثك حدث به من غير أن يحفظ، فهذا وأضرابه لا يحتج بهم؛ لأنهم يكذبون من حيث لا يعلمون.