يشك من الحديث صناعته أنَّها معمولة أو مقلوبة كلها، يروي عن أبيه، روى عنه العراقيون، فأما ما رواه عن أبيه فالجرح ملزق بأحدهما أو بهما، وهذا ما لا سبيل إلى معرفته، إذ الضعيفان إذا انفرد أحدهما عن الآخر بخبر لا يتهيأ حكم القدح في أحدهما دون الآخر، وإن كان وجود المناكير في حديث منهما معًا أو من أحدهما، فاستحق الترك.
وهو الذي يروي عن أبيه، عن معاوية بن قرة، عن ابن عمر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرّة مرة، فقال: "هَذَا وَظِيفَةُ الْوُضُوءِ، وَلَا يَقبَلُ اللَّهُ الصَّلَاةَ إِلَّا بِهِ" ثم توضأ مرتين مرتين، فقال: "هَذَا إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ" ثم توضأ ثلاثًا ثلاثًا، فقال: "هَذَا وُضُوئِي وَوُضُوءُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ عز وجل وَوُضُوءُ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي، وَهُوَ إِشبَاعُ الْوُضُوءِ، فَمَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا، وَقَال بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْوُضُوءِ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ" (?).
حدثناه عبد الله بن قحطبة، قال: حدثنا محمد بن موسى الحرشي، قال: حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي.
وروى عنه عبد الرحيم بن زيد العمي، قال: حدثني أبي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أُخِيهِ مَشْيًا كَتَبَ اللَّهُ بِهِ بِكُلِّ خَطْوَةٍ سَبْعِينَ حَسَنَةً، وَمَحَا عَنْهُ سَبْعِينَ سَيِّئَةً مِنْ حَيثُ يُفَارِقُهُ إِلَى أَنْ يَرْجِعَ، فَإِنْ قُضِيَتِ الْحَاجَةُ عَلَى يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَإِنْ مَاتَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَاب" (?).
حدثناه بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز بالبصرة، قال: حدثنا ابن