والحسن، روى عنه البصريون والغرباء، وأما رواية أهل بلده عنه فمستقيمة تشبه حديث الأثبات، وأما ما رواه عنه الغرباء مثل سويد بن عبد العزيز ويحيى بن سليم ففيه مناكير كثيرة، فلست أدري أكان يدخل عليه فيجيب أم تغير حتى حمل عنه هذه المناكير، على أن يحيى بن سليم وسويد بن عبد العزيز جميعًا يكثران الوهم والخطأ عليه، ولا يجوز أن يحكم على مسلم بالجرح، وأنه ليس بعدل إلا بعد السبر، بل الإنصاف عندي في أمره مجانبة ما روى عنه من ليس بمتقن في الرواية، والاحتجاج بما روى عنه الثقات، على أن له مدخلًا في العدالة في جهة المتقنين، وهو ممن أستخير الله فيه.
من أهل الكوفة، يؤوي عن حُكيم بن سعد، روى عنه الثوري وابن عيينة، كان ممن يخطىء، لم يفحش خطؤه حتى يبطل الاحتجاج به، ولكن لا يحتج بما انفرد من الأخبار.
شيخ يروي عن نافع، روى عنه أهل الشام، كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، على قلة روايته، لا يحل كتابه حديثه إلا على جهة التعجب.
روى عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الْعَرَبُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَكُفَّاءُ، رَجُلٌ بِرَجُلٍ، وَحيٌّ بحَيٍّ، وَقَبِيلَةٌ بِقَبِيلةٍ، وَالْمَوَالِي مِثْلُ ذَلِكَ