حدثنا محمد بن زبان [زياد التجيبي بمصر] قال: حدثنا محمد بن أبي طالب الأسواني، قال: حدثنا ابن أبي أويس، قال: حضرت يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي يومًا وهو يتحدث في مجلسه ومعه خلق من الناس، وهو يقول: رأيت في هذه الليلة خيرًا، رأيت كأني في موضع نخل وبساتين وخضرة وقصور وأنهار تجري، فاعتمدت إلى قصر رأيت أنها أفضلها وأحسنها، فلما هويت لأدخله إذ على بابه إنسان منعني من الدخول، وقال: حتى أستأذن لك، فذهبت، ثم أتى فأدخلني، فإذا بقصر لم ير الرائي مثله حسنًا، وإذا مالك بن أنس جالس وسط القصر في حجره مصحف، عليه ثياب خضر، أشب ما كان وأحمله، فلما وقفت عليه سلمت فقلت: يا أبا عبد الله أليس قد مُتَّ؟ قال: بلى، قلت: فَبِمَ صرت إلى هذا؟ قال: بعفو الله عز وجل وتجاوزه وسعة رحمته، لا بعملي.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: أما شعبة بن الحجاج فهو أكثر رحلة من مالك في الحديث، وأكثر جولانًا في طلب السنن وأكثر تفتيشًا في الأقطار عن شمائل الأخبار.
ولقد حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: سمعت حوثرة بن محمد، يقول: سمعت حماد بن مسعدة، يقول: قلنا لابن عون: مَا لَكَ لا تحدث عن فلان وقد أدركته؟ قال: أمره أبو بسطام بتركه - يعني شعبة -.
حدثنا محمد بن المسيب، قال: حدثنا سهل بن صالح، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، قال: قال لي سفيان الثوري: يا شعبة أنت أمر المؤمنين في الحديث.
حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت الدارمى، يقول: سمعت النضر، يقول: كان سليمان بن المغيرة إذا ذَكَرَ شعبة قال: سيد المحدثين.
حدثنا محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: سمعت أبا قتيبة، يقول: قدمت الكوفة، فأتيت سفيان الثوري، فقال: من أين أنت؟ فقلت. من أهل البصرة، فقادة ما فعل أستاذنا شعبة؟