عبد الرحمن سكن مكة، وسلمة سكن المدينة، يروي سلمة عن أنس، روى عنه الثوري وابن المبارك والقعنبي، مات سنة ست وخمسين ومئة، وكان يروي عن أنس بأشياء لا تشبه حديثه، وعن غيره من الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، كأنه كان كبر وحطمه السن، فكان يأتي بالشيء على التوهم حتى خرج عن حد الاحتجاج به.
حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: أخبرني أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: سلمة بن وردان ليس بشيء.
قال أبو حاتم: روى سلمة بن وردان، عن أنس بن مالك، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل من أصحابه: "يَا فُلَانُ هَلْ تَزَوَّجْتَ؟ " قال: لا، وليس عندي ما أتزوج، قال: "أَلَيْسَ مَعَكَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}؟ " قال: بلى، قال: "رُبْعُ الْقُرْآنِ، أَلَيْسَ مَعَكَ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)}؟ " قَال: بلى، قال: "رُبْعُ القَرْآنِ - قال - أَلَيْسَ مَعَك {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ}؟ " قال: بلى، قال: "رُبْعُ الْقُرآنِ، تَزَوَّجْ تَزَوَّجْ تَزَوَّجْ" (?).
وروى عن أنس بن مالك، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَهُوَ بَاطِلٌ بُنِيَ لَهُ في رَبَضِ الْجَنَّةِ، ومَن تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُحِقُّ يُبْنَى لَهُ فِي وَسَطِهَا، ومَن حَسَّنَ خُلُقَهُ يُبْنَى لَهُ فِي أَعْلَاهَا" (?).
حدثنا بالحديثين أبو يعلى، قال: حدثنا سريج بن يونس، قال: حدثنا ابن أبي فديك، عن سلمة بن وردان، عن أنس بن مالك.
وروى عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صِنْفَانِ مِنْ أُمِّتِي لَا تَنَالهُمَا شَفَاعتِي: الْمُرْجِئَةُ والْقَدَرِيَّةُ".
قال: فقال ابن عباس: يا رسول الله فمن المرجئ؟ قال: "قَوْمٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ إذَا سُئِلَ أَحَدُهُمْ عَنِ الإيمَانِ؟ يَقولُونَ: نَحْنُ مُؤْمِنُونَ إنْ شَاءَ الله".