قال الدارمي: أرجو أنه ليس كما قال يحيى، فإن يحيى بن حمزة روى عنه أحاديث حسانًا كأنها مستقيمة.
قال أبو حاتم: هذا شيء قد اشتبه على شيوخنا لاتفاق الاسمين، أما سليمان بن داود اليمامي الذي يروي عن الزهري ويحيى بن أبي كثير فهو ضعيف، كثير الخطأ، وسليمان بن داود الخولاني الذي يروي عن الزهري حديث الصدقات فهو دمشقي صدوق مستقيم الحديث، إنما وقع التشبيه في هذا، لأنهما جميعًا رويا عن الزهري، فمن يمعن النظر في تخليص أحدهما من الآخر اشتبه عليه أمرهما، وتوهم أنهما وأحد.
خراساني أبو أيوب، شيخ كان يدور بالشام ومصر، يروي عن الثقات ما لم يحدثوا به، ويضع على الأثبات ما لا يحصى كثرة، ليس يعرفه كل إنسان من أصحاب الحديث، لا يحل الاحتجاج به بحال.
روى عن سفيان بن عيينة، عن حميد الطويل، قال: دخلت على أنس بن مالك أعوده من مرض أصابه، فقال: يا جارية اطلبي لأصحابنا ولو كسرًا، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنَّ مَكَارِمَ الأخلَاقِ مِنْ أَعْمَالِ أهْلِ الْجَنَّةِ" (?).
وروى عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذَا أَتَى عَلَيَّ يَوْمٌ لَمْ أَزْدَ [دْ] فِيهِ خَيْرًا يُقَرِّبُنِي إلَى رَبِّي فَلَا بُورِكَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ" (?).
حدثنا بالحديثين جميعًا أبو عبد الله البقار بالرملة، قال: حدثنا سليمان بن بشار في نسخة كتبناها عنه.