أبو الوليد: سألت شعبة عن حديث، فقال: والله لا حدثتك به، لم أسمعه إلا مرة.
أخبرنا عبد الملك بن محمد، قال: حدثنا أبو زرعة الرازي، قال: حدثنا مقاتل بن محمد، قال: سمعت وكيعًا يقول: إني لأرجو أن يرفع الله عز وجل لشعبة درجات في الجنة بِذَبِّه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
حدثني محمد بن سعيد القزاز، قال: حدثنا الأخفش، قال: حدثني بعض البصريين، قال: رأيت أبا سعيد الحداد يكتب أصناف حماد بن سلمة عن هذا، ثم يجيء فيعرضها على شيخ آخر، فقلت له في ذلك، فقال: اسكت أُخرِجُ جِزعًا أُدخِلُ ساجةً.
سمعت أحمد بن إسحاق السني الدينوري يقول: رأى أحمد بن حنبل رحمة الله عليه يحيى بن معين في زاوية بصنعاء وهو يكتب صحيفة معمر، عن أبان، عن أنس، فإذا طلع عليه إنسان كتمه، فقال أحمد بن حنبل رحمه الله له: تكتب صحيفة معمر عن أبان عن أنس، وتعلم أنها موضوعة؟ فلو قال لك القائل؟ أنت تتكلم في أبان ثم تكتب حديثه على الوجه؟ قال: رحمك الله يا أبا عبد الله، أكتب هذه الصحيفة عن عبد الرزاق عن معمر، عن أبان، عن أنس، وأحفظها كلها، وأعلم أنها موضوعة، حتى لا يجيء بعدنا إنسان فيجعل بدل أبان ثابتًا، ويرويها عن معمر عن ثابت عن أنس، فأقول له: كذبتَ، إنما هي أبان لا ثابت.
سمعت محمد بن إبراهيم بن أبي شيخ الملطي، يقول: جاء يحيى بن معين إلى عفان ليسمع منه كتب حماد بن سلمة، فقال له: ما سمعتها من أحد؟ قال: نعم، حدثني سبعة عشر نفسًا عن حماد بن سلمة، فقال: والله لا حدثتك، فقال: إنما هو دِرْهَم، وأنحدر إلى البصرة، فأسمع من التبوذكي، فقال: شأنك، فانحدر إلى البصرة، وجاء إلى موسى بن إسماعيل، فقال له موسى: لم تسمع هذه الكتب عن أحد؟ قال: سمعتها على الوجه من سبعة عشر نفسًا وأنت الثامن، فقال: وما تصنع بهذا؟ فقال: إن حماد بن سلمة كان يخطىء، فأردت أن أميز خطأه من خطأ غيره، فإذا