المطلب الثالث: المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث

(هو عبارة عن هيئة إسلامية متخصصة مستقلة، ويتكون من مجموعة من العلماء، مقره الحالي الجمهورية الأيرلندية) (?).

وقد جاءت فكرة إنشاء هذا المجلس بناء على حاجة المسلمين في أوروبا للعديد من الأحكام الشرعية التي بحاجة إلى فتاوى واضحة، من علماء الأمة، حيث الكثير من القضايا المستجدة كل يوم التي تواجه المسلم على الساحة الأوروبية.

وقد تم عقد اللقاء التأسيسي للمجلس بناء على دعوة اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وتم اللقاء بتاريخ 21/ذو القعدة /1417هـ بحضور ما يزيد عن خمسة عشر عالما، وتم في هذا اللقاء إقرار مسودة الدستور لهذا المجلس.

كما ويتوخى المجلس أن يحقق الأهداف التالية:

1ـ إيجاد التقارب بين العلماء في أوروبا، والعمل على توحيد الآراء الفقهية فيما بينهم.

2ـ إصدار فتاوى جماعية تسد حاجة المسلمين في أوروبا، وتواكب الأمور المستجدة على الساحة، وتنظم تفاعل المسلمين مع المجتمعات الأوروبية، صاحبة القوانين المختلفة، لكثرة الدول الأوروبية.

3ـ ترشيد المسلمين في أوروبا عامة، وشباب الصحوة خاصة، وذلك عن طريق نشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة، والفتاوى الشرعية القائمة على الأدلة الصحيحة.

ويقوم المجلس باتخاذ الوسائل اللازمة لتحقيق هذه الأهداف، وذلك عن طريق تشكيل اللجان المتخصصة من أعضاء المجلس، ويعهد إليها القيام بأعمال مؤقتة أو دائمة لتحقيق أهداف المجلس، كما ويستفيد المجلس من البحوث المقدمة من المجامع الفقهية والمؤسسات العلمية الأخرى، ويعقد المجلس أيضا دورات شرعية لتأهيل الأئمة والدعاة، ويعقد ندوات لدراسة بعض الموضوعات الفقهية.

ويقوم بإصدار النشرات والفتاوى الدورية والغير دورية وتترجم إلى كافة اللغات الأوروبية، كما ويصدر المجلس مجلة، تنشر فيها مختارات من الفتاوى والبحوث والدراسات، التي يناقشها المجلس، أو التي تحقق أهدافه.

علما بأن المجلس اعتمد مبدأ التيسير في الفتاوى، ومعرفة الواقع، من غير أن يكون المجلس ملزم باتباع مذهب فقهي معين، مع أنه يعتبر أن المذاهب الفقهية ثروة علمية هائلة لأمة الإسلام.

يذكر أن المجلس اعتمد شروطا معينة للعضوية فيه، تتلخص فيما يلي:

أن يكون العضو حاصلا على مؤهل شرعي جامعي، أو ممن لزم مجالس العلماء وتخرج على أيديهم، وأن يكون جامعا بين فقه الشرع وفقه الواقع، وله معرفة باللغة العربية، ومعروفا بحسن السيرة والالتزام بأحكام الإسلام، وأن توافق عليه الأكثرية المطلقة للأعضاء، وأن يكون مقيما في الساحة الأوروبية.

ولكن أبقى المجلس الحق لنفسه أن يختار من خارج الساحة الأوروبية أعضاء،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015