لأن مقابلة الممدوح بهذا الخطاب لا خفاء بقبحه وكراهته.

ولما أنشد الأخطل عبد الملك بن مروان قصيدته التي أولها:

خفّ القطين فراحوا منك أو بكروا «1»

قال له عند ذلك: لا، بل منك، وتطير من قوله؛ فغيرها ذو الرمة؛ وقال:

خفّ القطين فراحوا اليوم أو بكروا

ومن شاء أن يذكر الديار والأطلال في شعره فليتأدب بأدب القطامى على جفاء طبعه، وبعده عن فطانة الأدب؛ فإنه قال:

إنّا محيّوك فاسلم أيّها الطّلل «2»

فبدأ قبل ذكر الطلل بذكر التحية والدعاء له بالسلامة، وقد قيل: إن امرأ القيس كان يجيد الابتداء، كقوله:

ألا انعم صباحا أيّها الطّلل البالي «3»

وكقوله:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل «4»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015