فمما ورد من ذلك قول أبي تمام «1» :

قراني اللها والودّ حتّى كأنّما ... أفاد الغنى من نائلي وفوائدي

فأصبح يلقاني الزّمان من اجله ... بإعظام مولود ورأفة والد «2»

فقوله: «من اجله» وصل الهمزة القطع.

وعليه ورد قول أبي الطيب المتنبي «3» :

توسّطه المفاوز كلّ يوم ... طلاب الطّالبين لا الانتظار

فقوله: «لا الانتظار» كلام نافر عن موضعه.

ومن هذا القسم أن يفرق بين الموصوف والصفة بضمير من تقدم ذكره، كقول البحتري «4» :

حلفت لها بالله يوم التّفرّق ... وبالوجد من قلبي بها المتعلّق

تقديره: «من قلبي المتعلق بها» فلما فصل بين الموصوف الذي هو قلبي والصفة التي هي المتعلّق بالضمير الذي هو بها قبح ذلك، ولو كان قال: «من قلب بها متعلّق» لزال ذلك القبح وذهبت تلك الهجنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015