فمن ذلك قول أبي الطيب المتنبي:
لو كان ما تعطيهم من قبل أن ... تعطيهم لم يعرفوا التأميلا1
وقول ابن نباتة السعدي:
لم يبق جودك لي شيئا أؤمله ... تركتني أصحب الدنيا بلا أمل2
وعلى هذا النحو ورد قول أبي نواس في أرجوزة يصف فيها اللعب بالكرة والصولجان فقال من جملتها:
جن على جن وإن كانوا بشر ... كأنما خيطوا عليها بالإبر2
ثم جاء المتنبي فقال:
فكأنها نتجت قياما تحتهم ... وكأنهم ولدوا على صهواتها4
وبين القولين كما بين السماء والأرض، فإنه يقال: ليس للأرض إلى السماء نسبة محسوسة، وكذلك يقال ههنا أيضا، فإن بقدر ما في قول أبي نواس من النزول والضعف، فكذلك في قول أبي الطيب من العلو والقوة.