فمن ذلك قول أبي الطيب المتنبي:

لو كان ما تعطيهم من قبل أن ... تعطيهم لم يعرفوا التأميلا1

وقول ابن نباتة السعدي:

لم يبق جودك لي شيئا أؤمله ... تركتني أصحب الدنيا بلا أمل2

وعلى هذا النحو ورد قول أبي نواس في أرجوزة يصف فيها اللعب بالكرة والصولجان فقال من جملتها:

جن على جن وإن كانوا بشر ... كأنما خيطوا عليها بالإبر2

ثم جاء المتنبي فقال:

فكأنها نتجت قياما تحتهم ... وكأنهم ولدوا على صهواتها4

وبين القولين كما بين السماء والأرض، فإنه يقال: ليس للأرض إلى السماء نسبة محسوسة، وكذلك يقال ههنا أيضا، فإن بقدر ما في قول أبي نواس من النزول والضعف، فكذلك في قول أبي الطيب من العلو والقوة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015