لاستقصيتها جميعها.

ولو سلمت إلى البحتري ما زعم من أن جريرا ليس له في هجاء الفرزدق إلا تلك المعاني الأربع لاعترضت عليه بأنه قد أقر لجرير بالفضيلة.

وذاك أن الشاعر المفلق أو الكاتب البليغ هو الذي إذا أخذ معنى واحدا تصرف فيه بوجوه التصرفات، وأخرجه في ضروب الأساليب، وكذلك فعل جرير، فإنه أبرز من هجاء الفرزدق بالقين كل غريبة، وتصرف فيه تصرفا مختلف الأنحاء، فمن ذلك قوله:

ألهى أباك عن المكارم والعلا ... لي الكتائف وارتفاع المرجل1

وقوله:

وجد الكتيف ذخيرة في قبره ... والكلبتان جمعن والمئشار

يبكي صداه إذا تصدع مرجل ... أو إن تفلق برمة أعشار

قال الفرزدق رقعي أكيارنا ... قالت وكيف ترقع الأكيار2

وقوله:

إذا آباؤنا وأبوك عدوا ... أبان المقرفات من العراب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015