غرائب ألاف إذا حان وردها ... أخذن طريقًا للقصائد معلمًا1
ولو لم يكن لجرير سوى هذه الأبيات لتقدم بها الشعراء, وسأذكر من هجائه الفرزدق ما ليس فيه شيء من تلك المعاني الأربعة التي أشار البحتري إليها فمن ذلك قوله:
وقد زعموا أن الفرزدق حية ... وما قتل الحيات من أحد قبلي
ألم تر أني لا تبل رميتي ... فمن أرم لا تخطئ مقاتله نبلي
رأيتك لا تحمي عقالا ولم ترد ... قتالا فما لاقيت شر من القتل2
وقوله:
أبلغ هديتي الفرزدق إنها ... عبء يزاد على حسير مثقل
إني انصببت من السماء عليكم ... حتى اختطفتك يا فرزدق من عل3