بنفسي وليد عاد من بعد حمله ... إلى بطن أم لا تطرق بالحمل

بدا وله وعد السحابة بالروى ... وصد وفينا غلة البلد المحل

وقد مدت الخيل العتاق عيونها ... إلى وقت تبديلي الركاب من النعل

وريع له جيش العدو وما مشى ... وجاشت له الحرب الضروس وما تغلي1

فتأمل أيها الناظم إلى ما صنع هذان الشاعران في هذا المقصد الواحد، وكيف هام كل واحد منهما في واد منه، مع اتفاقهما في بعض معانيه؟.

وسأبين لك ما اتفقا فيه، وما اختلفا، وأذكر الفاضل من المفضول، فأقول: أما الذي اتفقا فيه فإن أبا تمام قال:

لهفي على تلك الشواهد فيهما ... لو أخرت حتى تكون شمائلا

وأما أبو الطيب فإنه قال:

بمولودهم صمت اللسان كغيره ... ولكن في أعطافه منطق الفصل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015