فقال هات وأسمعنا على طرب ... ودع هريرة إن الركب مرتحل1
وكذلك قوله أيضا:
وظبي خلوب اللفظ حلو كلامه ... مقبله سهل وجانبه وعر
نحلت له منها فخر لوجهه ... وأمكن منه ما تحيط به الأزر
فقمت إليه والكرى كحل عينه ... فقبلته والصب ليس له صبر
إلى أن تجلى نومه عن جفونه ... وقال كسبت الذنب قلت لي العذر
فأعرض مزورا كأن بوجهه ... تفقؤ رمان وقد برد الصدر
فما زلت أرقيه وألثم خده ... إلى أن تغنى راضيا وبه سكر
ألا فاسلمي يا دار مي على البلى ... ولا زال منهلا بجرعائك القطر2
وقد استعمل هذا الضرب كثيرًا الخطيب عبد الرحمن بن نباتة رحمه الله، فمن ذلك قوله في بعض خطبه، وهو: "فيأيها الغفلة المطرقون أما أنتم بهذا الحديث مصدقون، فما لكم منه لا تشفقون، فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون3".