فمما جاء من التفريط قول الأعشى:

وما مزبد من خليج الفرا ... ت جون غواربه تلتطم

بأجود منه بماعونه ... إذا ما سماؤهم لم تغم1

فإنه مدح ملكا بالجود بماعونه، والماعون كل ما يستعار من قدوم أو قصعة أو قدر، أو ما أشبه ذلك، وليس للملوك في بذله مدح، ولا لأوساط الناس أيضا، وفي مدح السوقة به قولان، ومدح الملوك به عيب وذم فاحش، وهذا من أقبح التفريط.

ومما يجري هذا المجرى قول الفرزدق:

ألا ليتنا كنا بعيرين لا نرد ... على حاضر إلا نشل ونقذف

كلانا به عر يخاف قرافه ... على الناس مطلي المشاعر أخشف2

طور بواسطة نورين ميديا © 2015