أن يعقبه بذكر أهل النار قال: {هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ} وذلك من فصل الخطاب الذي هو ألطف موقعا من التخلص.

وقد وردت لفظة "هذا" في الشعر, إلا أن ورودها فيه قليل بالنسبة إلى الكلام المنثور، فمن ذلك قول الشاعر المعروف بالخباز البلدي1 في قصيدة أولها:

العيش غض والزمان غرير

إني ليعجبني الزنا في سحرة ... يروق لي بالجاشرية زير2

وأكاد من فرح السرور إذا بدا ... ضوء الصباح من الستور أطير

وإذا رأيت الجو في فضية ... للغيم في جنباتها تكسير

منقوشة صدر البزاة كأنه ... فيروزج قد زانه بلور

نادت بي اللذات ويحك فانتهز ... فرص المنى يا أيها المغرور

مل بي إلى جور السقاة فإنني ... أهوى سقاة الكأس حين تجور

هذا وكم لي بالجنينة سكرة ... أنا من بقايا شربها مخمور

باكرتها وغصونها مغروزة ... والماء بين مروزها3 مذعور

في ستة أنا والنديم وقينة ... والكأس والمزمار والطنبور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015