ومما أستظرف من هذا النوع في الشعر قول "ابن الزمكرم"1 الموصلي وهو:
وليل كوجه البرقعيدي مظلم ... وبرد أغانيه وطول قرونه
سريت ونومي فيه نوم مشرد ... كعقل سليمان بن فهد ودينه
على أولق فيه التفات كأنه ... أبو جابر في خبطه وجنونه2
إلى أن بدا ضوء الصباح كأنه ... سنا وجه قرواش وضوء جبينه3
وهذه الأبيات لها حكاية، وذاك أن هذا الممدوح، وهو شرف الدولة قرواش ملك العرب، وكان صاحب الموصل، فاتفق أنه كان جالسا مع ندمائه في ليلة من ليالي الشتاء، وفي جملتهم هؤلاء الذين هجاهم الشاعر، وكان البرقعيدي مغنيا،