وهذا هو الكلام الآخذ بعضه برقاب بعض.
ألا ترى إلى الخروج إلى مدح الممدوح في هذه الأبيات كأنه أفرغ في قالب واحد، ثم إن أبا الطيب جمع بين مدح نفسه ومدح سيف الدولة ببيت واحد، هو من بدائعه المشهورة.
وكذلك قوله أيضا، وهو من أحسن ما أتى به من التخلصات، وهو في قصيدته التائية التي أولها:
سرب محاسنه حرمت ذواتها
فقال في أثنائها:
ومطالب فيها الهلاك أتيتها ... ثبت الجنان كأنني لم آتها
ومقانب بمقانب غادرتها ... أقوات وحش كن من أقواتها
أقبلتها غرر الجياد كأنما ... أيدي بني عمران في جبهاتها
الثابتين فروسة كجلودها ... في ظهرها والطعن في لباتها
فكأنها نتجت قياما تحتهم ... وكأنهم ولدوا على صهواتها
تلك النفوس الغالبات على العلا ... والمجد يغلبها على شهواتها
سقيت منابتها التي سقت الورى ... بيدي أبي أيوب خير نباتها1