ثم قال: ويحك، لم أرد هذا، فقال له شريك: ولا أنا أردته.

وكان عمر أراد قول جرير:

فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا1

فأجابه شريك بقول الآخر:

لا تأمنن فزاريا غزلت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار2

وهذا من الألغاز اللطيفة، وتلطف كل من هذين الرجلين لمثله ألطف وأحسن.

ومما يجري هذا لمجرى أن رجلا من تميم قال لشريك النميري: ما في الجوارح أحب إلي من البازي. فقال له شريك: إن كان يصيد القطا.

وكان التميمي أراد قول جرير:

أنا البازي المطل على نمير ... أتيح من السماء لها انصبابا3

وأراد شريك قول الطرماح.

تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا ... ولو سلكت طرق المكارم ضلت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015