وبعد هذا البحث والتحقيق والتحري في المُتَّفِق والمُفْتَرِق فيمن ذُكر بكنيته في الكتب الستة فَلا بُد لهَذَا النَّوْع من متتبع وناقد ومستدرك وزائد كَمَا فُعِل فِي حق من تقدم، وقد بهرتني كلمة للحافظ الذَّهبِي وكأنَّه يعيش معنا في هذا العصر فقال: " فحقٌ على المحدث أنْ يَتَورع في ما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مَرْويَاته، ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يُزَكِي نقله الأخبار ويجرحهم جهبذا إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل:
فَدَعْ عَنْكَ الكِتَابَةَ لَسْتَ مِنْهَا ... وَلَو سَوَّدتَ وَجْهَكَ بِالمِدَادِ
قال الله تعالى عز وجل: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (?)، فإن آنست يا هذا من نفسك فهما وصدقًا ودينًا وورعًا وإلا فلا تَتَعَنَّ (?)، وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأى والمذهب فبالله لا تتعب، وإن عرفت إنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك، فبعد قليل ينكشف البَهْرج، وينكب الزَّغل (?)،