بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
الحمد لله ربّ العالمين واهب النِّعم، مسدل الخيرات على جميع الأمم، وخص هذه الأمة بعلو الهمم، وأرسل خير البرية صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لخير الأمم، فأخرجها من الظلمات إلى النُّور، وأشرقت جوانبها بأفضل العلوم، فعلَّمَ وهدى، وبيَّن لنا الطريق القويم، وأرسى الحكمة في المعمورة بأسرها، اللَّهُمَّ صَلِّ عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيراً، صلاةً كلما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، أما بعد:
لما كانت كثير من الأسماء والكُنَى والألقاب والأنساب تتشابه في دواوين الحديث وتفترق في حقيقة أمرها، فضلا عن اشتباه كثير من الألفاظ ببعضها وائتلافها في الرسم واختلافها في النقط أو اللفظ، قام جهابذة المحدثين بالاهتمام بالمتشابه من أسماء الرِّجال ومنها المُتَّفِق والمُفْتَرِق من أسماء الرُّواة، وهو بيان الأسماء والكُنَى والألقاب والأنساب التي وردت في أسانيد الحديث متفقة متماثلة وإذا اعتبرت وجدت مفترقة متباينة، وبهذا العلم يُؤمن الوقوع في الإشكال لاشتباهها وتضاهيها، ولكون الكتب السِّتَّة (?) أعظم المصادر في دواوين السُّنَّة،