في لاهور باعتبار أن هذا البلد يكاد يكون البلد الإسلامي في تكوينه في شبه القارة الهندية. ومن المنشور الذي أصدرته الجامعة الأمريكية في بيروت في عام 1909، رَدًّا على الدخول يَوْمِيًّا إلى الكنيسة - يتضح من المادة الرابعة منه طابع هذه المؤسسة وأمثالها.

ونص هذه المادة ما يلي:

«إِنَّ هَذِهِ كُلِيَّةٌ مَسِيحِيَّةُ أُسِّسَتْ بِأَمْوَالِ شَعْبٍ مَسِيحِيٍّ. هُمْ اشْتَرَوُا الأَرْضِ وَهُمْ أَقَامُوا الأَبْنِيَةَ. وَهُمْ أَنْشَأُوا المُسْتَشْفَى وَجَهَّزُوهُ. وَلاَ يُمْكِنُ لِلْمُؤَسَّسَةِ أَنْ تَسْتَمِرَّ إِذَا لَمْ يُسْنِدْهَا هَؤُلاَءِ. وَكُلُّ هَذَا قَدْ فَعَلَهُ هَؤُلاَءِ؛ لَيُوجِدُوا تَعْلِيمًا يَكُونُ الإِنْجِيلُ مِنْ مَوَادِّهِ. فَتَعْرِضُ مَنَافِعَ الحَقِيقَةِ المَسِيحِيَّةِ عَلَىَ كُلِّ تِلْمِيذٍ ... وَكُلُّ طَالِبٍ يَدْخُلُ مُؤَسَّسَتَنَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ سَابِقًا مَاذَا يُطْلَبُ مِنْهُ» (?).

كما أعلن مجلس أمناء الكلية في هذه المناسبة: «أَنَّ الكُلِيَّةَ تُؤَسِّسُ لِلْتَّعْلِيمِ العِلْمَانِيِّ، وَلاَ لِبَثِّ الأَخْلاَقِ الحَمِيدَةِ، وَلَكِنْ مِنْ أَوْلَى غَايَاتِهَا أَنْ تُعَلِّمَ الحَقَائِقَ الكُبْرَى التِي فِي " التَوْرَاةِ "، وَأَنْ تَكُونَ مَرْكَزًا لِلْنُّورِ المَسِيحِيِّ، وَلِلْتَأْثِيرِ المَسِيحِيِّ وَأَنْ تَخْرُجَ بِذَلِكَ عَلَى النَّاسِ وَتُوصِيهِمْ بِهِ» (?).

وكما يستخدم المُبَشِّرُونَ دَوْرَ التعليم - بعد أن يُمَوِّهُوا بأسمائها على الرأي العام - للتبشير، يستخدمون كذلك الوسائل الأخرى التي أشرنا إليها هنا سابقًا، للغاية نفسها، وبالأخص الصحافة. فكتاب " التبشير والاستعمار "، يذكر نقلاً عن مصادر للتبشير ما يلي:

«يُعْلِنُ المُبَشِّرُونَ أَنَّهُمْ اسْتَغَلُّوا الصَّحَافَةَ المِصْرِيَّةَ عَلَى الأَخَصِّ [لِلْتَّعْبِيرِ] عَنْ الآرَاءِ المَسِيحِيَّةِ أَكْثَرَ مِمَّا اسْتَطَاعُوا فِي أَيِّ بَلَدٍ إِسْلاَمِيٍّ آخَرَ، لَقَدْ ظَهَرَتْ مَقَالاَتٌ كَثِيرَةٌ فِي عَدَدٍ مِنَ الصُّحُفِ المِصْرِيَّةِ، إِمَّا مَأْجُورَةً فِي أَكْثَرِ الأَحْيَانِ أَوْ بِلاَ أُجْرَةٍ فِي أَحْوَالٍ نَادِرَةٍ» (?).

وَالمُبَشِّرُونَ يسيرون في تحقيق هدفهم وفق خطط معينة مدروسة يجتمعون من أجلها بين الحين والحين. ولذلك نرى أنهم عقدوا عدة مؤتمرات لهذه الغاية. فعقدوا مَثَلاً:

1 - مؤتمر القاهرة في عام 1906.

2 - ومؤتمر بيروت في عام 1911.

3 - ومؤتمر القدس في عام 1924.

4 - ومؤتمر القدس في عام 1925.

وفي كل مؤتمر من هذه المؤتمرات تدرس المشروعات وتوضع الخطط ثم يجري تنفيذها فِي سِرِيَّةٍ تَامَّةٍ وَبِهِمَّةٍ دَائِبَةٍ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015