أَصله مِنْهَا سَمِعت أَبَا مُحَمَّد رزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي بِبَغْدَاد يَقُول أدْركْت من أَصْحَاب الشبلي وَاحِدًا وَهُوَ أَبُو الْقَاسِم عمر بن تعويذ فَسَمعته يَقُول رَأَيْت الشبلي فِي درب سُلَيْمَان بن عَليّ بِبَغْدَاد فِي شهر رَمَضَان فِي عَشِيَّة يَوْم وَقد اجتاز على بقلي يُنَادي يَا صَائِم من كل الألوان فَلم يزل يُكَرر هَذَا اللَّفْظ ويبكي ثمَّ أنشأ يَقُول
خليلي ان دَامَ هم النُّفُوس
على مَا أرَاهُ سَرِيعا قتل ... فيا شافي الْقَوْم لَا ينسني
وَيَا ربة الخدر غنى رمل ... لقد كَانَ شَيْء يُسمى السلو
قَدِيما سمعنَا بِهِ مَا فعل
المتقارب
الثَّانِي مَنْسُوب إِلَى الْجد مِنْهُم شَيخنَا أَبُو عَليّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن شبْل الشَّاعِر الْبَغْدَادِيّ أنشدنا لنَفسِهِ وَكَانَ شَيخنَا أَبُو الْحُسَيْن يحيى بن الْحُسَيْن الْعلوِي الزيدي يروي عَنهُ وَيَقُول الشبلي أنشدنا يحيى هَذَا قَالَ أنشدنا أَبُو عَليّ الشبلي لنَفسِهِ من قصيدة
وَأَنِّي مُفْرد حلْس لبيتي
أعالج من صروف الدَّهْر كبلا ... ويهنى الْمجد أَنِّي لست ابغي
سوى شغلي بِهِ مَا عِشْت شغلا ... وتابى نخوتي وعفاف نَفسِي
لقدري أَن يضام وَإِن يذلا
الوافر
سمع يَعْنِي الشبلي هَذَا أَحْمد بن عَليّ البادا وروى الحَدِيث أنشدنا لنَفسِهِ
مَا من الحزم أَن تقَارب أمرا
تطلب الحزم فِيهِ بعد قَلِيل ... فَإِذا مَا هَمَمْت بالشىء فَانْظُر
مِنْهُ كَيفَ الْخُرُوج قبل الدُّخُول ... لَا مفرا من الْمَقَادِير لَكِن
للمعاذير عِنْد أهل الْعُقُول
الْخَفِيف
وأنشدنا أَيْضا لنَفسِهِ فِي الْغَزل
يَا عَاد لي فِي الْحبّ عدلك نَافِع
لَو كَانَ للقلب اللجوج خلاص ... قد أفلت الرشأ الغرير حباله
متخلصا وتورط القناص ... تدمى لحاظي خَدّه ولحاظه
تدمى فُؤَادِي وَالْخُرُوج قصاص ... حكم الْهوى ذل الْأَحِبَّة فِي الْهوى
فنفوسهم بعد الغلو رخاص
الْكَامِل