وقوله: {وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251] بين الله - سبحانه - أنه دفع بالمؤمنين شر الكافرين، وأن هذا الدفع فضلٌ منه ونعمة.
وختم الله هذا النصَّ بقوله: {تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [البقرة: 252] الإشارةُ بقوله: {تِلْكَ} إلى ما حدثنا الله به في هذه القصة، وقصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، وأخبرنا ربُّنا - تبارك وتعالى - أنه قص علينا هذه القصص بالحق، أي أخبرنا به وفق ما وقع، ليس فيه تغيير ولا تبديل، وقال في خاتمة الآية {وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [البقرة: 252]، ولذلك أنزل الله عليه ما أنزل، وبيَّن له ما بيَّنه.
* * * *