أحدهما على الإيجاد، ولم يستطع الآخر المنع، كان الذي لم يستطع الخلق عاجزاً لا يصلح أن يكون إلهاً.
وقد نزَّه تعالى نفسه عن الشريك بقوله: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} فهو واحد أحد فرد صمد، لا شريك له.
4 - طلب الله تعالى من المشركين أن يأتوا بما يدلُّ على صحة ما ادعوه من آلهة:
قال الله - تعالى - منكراً على المشركين فيما اتخذوه من آلهة يعبدونها من دون الله {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 24] والمعنى: بل اتخذوا من دون الله آلهة، وطالبهم أن يأتوا بدليلٍ وبرهانٍ يدلُّ على صحة ما يزعمونه، وأعلم أنَّ الأدلة المنزلة من عند الله التي أنزلها في كتابه القرآن وفي جميع الكتب السماوية السابقة تدلُّ على وحدانية الله، وقرَّر سبحانه أنَّ أكثر الكفار لا يعلمون الحقَّ فهم معرضون عن الحقِّ.
ومما يدلُّ على كذب ما ادَّعاه المشركون أن جميع الرسل من أولهم إلى آخرهم أعلنوا للناس جميعاً أنَّه لا إله إلا الله، فاعبدوه وحده {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25] وهذه الآية كقوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]، وقوله: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: 45].