عرَّفنا ربُّنا - عزَّ وجلَّ - بنفسه في هذه الآيات الثلاث ببيان ما يأتي:
1 - الله - تعالى - له الأسماء الحسنى:
عرَّفنا ربُّنا - عزَّ وجلَّ - أنَّ له الأسماء الحسنى {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الأعراف: 180]. والحسنى: تأنيث الأحسن, وهي صيغة تفضيلٍ, وأسماء الله تعالى أحسن شيءٍ, وهي أفضل من كلِّ شيءٍ في الحسن والجمال, وأسماء الله تدلُّ على صفات كماله وجلاله تبارك وتعالى.
وأسماء الله التي أنزلها ربُّنا في كتابه وسنَّة رسوله - صلى الله عليه وسلم - تسعةٌ وتسعون اسماً, فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - , أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ لله تسعةً وتسعين اسماً, مائةً إلا واحداً, من أحصاها دخل الجنَّة» [البخاري: 2736. مسلم: 2677].
وفي رواية: «لله تسعةٌ وتسعون اسماً من حفظها دخل الجنَّة, وإن الله وترٌ يحبُّ الوتر» [البخاري: 6410. مسلم: 2677, واللفظ لمسلم].
وأسماء الله - تعالى - التي علَّمها بعض خلقه, أو استأثر بها في علم الغيب عنده أكثر من ذلك, فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ما أصاب أحداً قطُّ همٌّ ولا حزنٌ فقال: اللهمَّ, إنِّي عبدك, ابن عبدك, ابن أمتك, ناصيتي بيدك, ماضٍ فيَّ حكمك, عدلٌ فيَّ قضاؤك, أسألك بكلِّ اسمٍ سمَّيت به نفسك, أو أنزلته في كتابك, أو علَّمته أحداً من خلقك, أو استأثرت به في علم الغيب عندك, أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي, ونور صدري, وجلاء حزني, وذهاب همِّي - إلا أذهب الله همَّه وحزنه, وأبدله مكانه