Q فضيلة الشيخ هل يجب استحضار النية عند مباشرة أي عمل يكون قد استحضرت له النية من قبل، أي: في جزئيات هذا العمل؟
صلى الله عليه وسلم الصحيح أنه لا يشترط النية في جزئيات العمل مطلقاً؛ حتى فيما يكون كل جزء منه منفصلاً عن الآخر، وذلك أن المنوي ينقسم إلى قسمين: قسم لا يمكن أن ينفصل بعضه عن بعض مثل الصلاة، فهذا يكفي فيه نية واحدة من أول، ولذلك إذا دخلت في الصلاة فهل يلزمك أن تنوي الركوع والسجود والقيام والقعود؟ لا يلزمك، إذا دخلت في الصلاة فأنت ناو لكل الصلاة.
إذا دخلت في الوضوء هل نقول: يجب أن تنوي لكل عضو نية مستقلة؟ لا.
القسم الثاني: ما يستقل بعض العبادة فيه عن بعض كالحج مثلاً، الحج فيه إحرام، طواف، سعي، وقوف بـ عرفة، فهل يلزم لكل جزء منه أن تنويه أو تكفي النية الأولى؟ أكثر العلماء على أنه يلزم أن تنوي لكل جزء نيته، فلو أنك أحرمت بالعمرة ومشيت وطفت ولم تنو الطواف بعينه، فيرى هؤلاء العلماء أن الطواف لا يصح؛ لأنك لم تنو، ويرى آخرون أن الطواف صحيح وإن لم تنوه ويقول: هذا الطواف جزء من عبادة فهو كالركوع في الصلاة وكالسجود في الصلاة وهذا أقرب إلى الصواب؛ لأن الحج والعمرة عبادة واحدة، لكن لا شك أن الإنسان إذا أراد أن يفعل شيئاً فلا بد أن ينويه، إنما الذي يقع أن يغفل الإنسان ويلهو أما مع عدم الغفلة واللهو فلا بد أن ينوي.