Q هذه امرأة تقول: أنا امرأة أشك كثيراً في صحة الوضوء، تراني أعيده مرات ومرات حتى يصيبني اليأس من صحة الوضوء، فما الحل في رأيك يا فضيلة الشيخ؟
صلى الله عليه وسلم الحل أن كل إنسان يعرف كم غسل أعضاءه، فإذا غسلتها مرةً واحدة كفى، وإن أعادت الغسل مرة أخرى فهو أكمل، وإن أعادتها مرة ثالثة فهو أكمل، وإن أعادتها مرة رابعة فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (فمن زاد على ذلك -يعني على الثلاث- فقد أساء وتعدى وظلم) فهل ترغب أن تتصف بهذه الثلاث: الإساءة والتعدي والظلم؟ لا أحد يرغب في هذا، فاقطع على الشيطان حبله، وإذا غسلت ثلاث مرات فاغسل من الميضأة واستعن بالله وصل، وإني واثق أن من ابتلي بهذا الوسواس -أجارنا الله وإياكم منه- أن الشيطان سيقول له: ما صليت، ما أديت الفريضة، ما أديت ركناً من الإسلام، لو مت على هذا مت على غير الفطرة، سيقول مثل هذه العبارات، لكن لا يهمك، أستعذ بالله وقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وانته، وليعلم أن الله تعالى يعلمه وسيسأله: لماذا تجاوزت ما ورد عن رسولك، ما الذي ورد عن رسولك؟ ثلاث مرات أو عشرون مرة؟ ثلاث مرات.
سيسأل يوم القيامة: ما الذي جعلك تزيد عما قال رسولك؟ أنت خير أم هو؟ هل قصر رسولي في إبلاغك؟ ما قصر، هو عليه الصلاة والسلام توضأ مرة مرة، ومرتين مرتين، وثلاثاً ثلاثاً حتى يبين لأمته أن كل ذلك جائز -والحمد لله-.
فلذلك نقول لهذه المرأة: اتقي الله في نفسك، واقتصري على الثلاث، وقومي وأنت تقولين في نفسك: إن الوضوء لم يتم، وصل وأنت تقولين في نفسك: إن صلاتي لم تتم.
ولا يهمنك وساوس الشيطان، وسيكون هذا شاقاً عليها لمدة أسبوع أو أسبوعين أو شهراً أو شهرين، سيكون العمل في هذا عندها أشد من حمل الأثقال، ولكن لتستعن بالله ولتصمد أمام عدو الله، ولتستعن بالله قبل كل شيء.