القدرة، والأداء، وترتبط الأخرى بمميز يختلف إلى حدما رسمه دي سوسير في اللغة الفرنسية مع مطلع هذا القرن بين اللغة "Langue" والكلام "parole"

وعندما نقول: إن أحد الأفراد يتكلم الإنجليزية فإننا نعني أحد أمرين: إما أنه يشترك عادة أو عرضا في هذا النوع المعين من السلوك أو أن لديه القدرة على الاشتراك في هذا النوع "سواء أكان يستخدمها أم لا"، ونشير إلى الأمر الأول بما يسمى الأداء ونشير إلى الأمر الثاني بما يسمى القدرة، ونستطيع أن نقول إن الأداء يفترض سلفا القدرة بينما لا تفترض القدرة سلفا الأداء، مع افتراض أن التمييز بين القدرة والأداء متفق عليه نسبيا، وتنسب نقطة أخرى لتشومسكي إذ مهما فسرنا بشكل إجمالي مصطلح "القدرة اللغوية" فمن الواجب أن نلاحظ أن السلوك اللغوي لأشخاص معينين في مناسبات معينة يحدده عوامل أخرى علاوة على القدرة اللغوية، وهناك الكثير ممن تناوله تشومسكي بالشرح المفصل لفكرة القدرة اللغوية تختلف حوله الآراء اختلافا بعيدا، غير أن هذا لا يعنينا في الوقت الحاضر "انظر 7 - 4"، ويكفي هنا أن نذكر -تبعا لتشومسكي- أن اللغوي لا يصف عند وصفه لغة معينة الأداء "أي: السلوك" بل يصف القدرة الخاصة بالمتكلمين بها، وبقدر ما تكون هذه القدرة لغوية بحتة يرتكز عليها آداؤهم ويصبح ممكنا من خلالها، فالقدرة اللغوية لشخص ما هي معرفته بلغة معينة، ومن هنا كان اهتمام علم اللغة بتمييز المحددات الخاصة بالقدرة اللغوية وتقديم تفسير نظري مقنع لها، وهو ما يصنف تبعا لتشومسكي إلى فرع علم النفس المعرفي.

والمميز بين اللغة "Langue" والكلام "Parole" -كما رسمه دي سوسير لأول مرة- يشمل عددا من المميزات المستقلة بشكل مقنع، وأكثر هذه المميزات أهمية ما يميز بين ما هو موجود بالقوة وما هو موجود بالفعل من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015