كانت هناك أية حدود لهذا النوع الأخير من إمكانية التحوير, وإذا كان الأمر كذلك فما هي تلك الحدود.

5- تعريف تشومسكي "Chomsky":

والتعريف الأخير الذي نقتبسه هنا يثير ملاحظة مختلفة تماما: "من الآن سأعتبر اللغة مجموعة "محدودة أو غير محدودة" من الجمل، كل جملة محدودة من حيث الطول وتتركب من مجموعة محدودة من العناصر" وهذا التعريف مأخوذ من كتاب تشومسكي "Syntactic Structures" الذي أحدث لشره الحركة التي عرفت باسم النحو التحويلي، ويقصد هذا التعريف -بخلاف التعريفات السابقة- تغطية جوانب كثيرة من اللغات الطبيعية، غير أن اللغات الطبيعية كلها- تبعا لتشومسكي- في صورتها المكتوبة والمنطوق لغات حسب تعريفه ما دام لكل لغة طبيعية عدد محدود من الأصوات "وعدد محدود من الحروف الأبجدية على افتراض أنها ذات نظام ألفبائي للكتابة"، وطالما أمكن تمثيل الجمل فيها -والتي ربما كانت غير محدودة- بتتابعات محدودة من هذه الأصوات "أو الحروف"، ومهمة اللغوي أن يصف لغة طبيعية ما حتى يمكن التمييز بين العناصر المتتابعة المحدودة التي يمكن اعتبارها جملة والتي لا يمكن اعتبارها كذلك، وهي أيضا مهمة اللغوي النظري الذي يفسر سؤال: "ما اللغة؟ " كما لو أن معناه: "ما اللغة الطبيعية؟ " ليكتشف -إن استطاع- الخصائص البنيوية -إن وجدت- التي تتميز بها اللغة الطبيعية عن تلك التي تقابلها وتسمى لغة غير طبيعية.

وما اعتقده تشومسكي وأكد عليه بشكل متزايد في عمله الأخير ليس حقيقة وجوده هذه الخصائص البنيوية فحسب، ولكن كونها تجريدية ومعقدة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015