علم اللغة، وسيكولوجية اللغة بنظريات السلوكيين في المثير والاستجابة تأثرا قويا حوالي ثلاثين عاما لا سيما في أمريكا، واكتسب مصطلح "عادة" في الإطار النظري للسلوكية دلالة خاصة إلى حد ما، وقد استخدم هذا المصطلح للإشارة إلى جوانب سلوكية يمكن تمييزها بالاستجابات التي تقابل مثيرات معينة كما يمكن التنبؤ بها إحصائيا، وكثير مما لا نعتقد فيه عادة أنه "عادة" يقع في إطار مصطلح السلوكيين، وكثير من الكتب الأساسية في علم اللغة تعكس هذا الاستخدام التخصصي إلى حد ما مع ما تختاره وتلزم نفسها -على الأقل- بشكل أو بآخر من أشكال نظرية المثير والاستجابة الخاصة بالسلوكيين فيما يتصل بالاستخدام اللغوي واكتساب اللغة، ومن المقبول الآن بشكل عام أن هذه النظرية إن لم تكن قابلة للتطبيق تماما فإمكانية تطبيقها محدودة للغاية في علم اللغة وسيكولوجية اللغة على حد سواء.

ومن المفترض أن هاله يعنى باللغة "الرموز" الإشارات المنطوقة التي تنتقل بالفعل من المرسل إلى المستقبل في عملية الاتصال والتفاعل، وأصبح واضحا الآن أنه ليس هناك معنى لمصطلح "عادة" -بالمعنى التخصصي أو غير التخصصي- تكون أقوال اللغة فيه عادات أو مؤسسة من خلال العادات؟ وإذا كانت كلمة رمز لم تستخدم للدلالة على أقوال اللغة فحسب ولكنها استخدمت كذلك للدلالة على الكلمات والعبارات التي تكونها فإنه سيظل من الخطأ أن تتضمن أن المتكلم يستخدمها كلون من العادات في مناسبات خاصة بها، ومن أكثر الحقائق أهمية عن اللغة أنه لا توجد -بصفة عامة- علاقة بين الكلمات والسياقات التي تستخدم فيها للدرجة التي يمكن أن نتنبأ بذكر كلمات معينة -مثلما يمكن أن يتنبأ به عن السلوك المعتاد- من السياقات نفسها، فعلى سبيل المثال لا ننطق عادة قولا يتضمن كلمة طائر كلما وجدنا أنفسنا في موقف نرى فيه طائرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015