مرة أخرى ليس الإسكان تغييرًا يطرأ على الاستعمال, بمعنى أن تستعمل العرب شيئًا متحركًا ثم تعدل عن الحركة إلى الإسكان, ولكن المقصود بالإسكان هنا: هو فرق ما بين مقررات النظام اللغوي ومطالب السياق الاستعمالي, فالنظام اللغوي يقرر أن الفعل الماضي يُبْنَى على الفتح, وقد أخذ النظام ذلك من الماضي المسند إلى المفرد الغائب الذي اعتبره النحاة صورة قياسية تعتبر نقطة بداية أو أصلًا للنظر إلى كل ما يدل على الفعل الماضي من صيغ تصريف الفعل. ومن الضمائر التي يسند الماضي ضمائر متصلة متحركة أو مبدوءة بحركة, فإذا علمنا أن الصيغة القياسية "فعلَ" تشتمل على حركات ثلاث, وأن الضمير الذي يسند إليه الفعل الماضي قد يكون متحركًا, عرفنا أننا أمام صورة من الصور التي قررها نظام اللغة مما تتوالى فيه أربعة حروف متحركة, وهذه مشكلة من مشاكل التطبيق على نظام اللغة, من هنا يلجأ الذوق الاستعمالي العربي إلى إسكان لام الفعل التي عليها علامة البناء, فيصبح الفعل مبنيًّا على السكون بعد أن كان مبنيًّا على الفتح. يفعل الذوق الاستعمالي ذلك لأنه يكره توالي أربعة متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة, وهذا الإسكان ملحوظ في الإسنادات الآتية:
1- إسناد الماضي إلى تاء المتكلم نحو: ضربتُ.
2- إسناد الماضي إلى تاء المتكلم نحو: ضربنْا.
3- إسناد الماضي إلى تاء المخاطب نحو: ضربْتَ.