اللغه (صفحة 82)

كانت الانقلابات السريعة الغربية في تطور بعض اللغات. لأن الشعب الذي يتخذ لغة جديدة يطبق عليها أحيانا عوائد النطق في اللغة التي تركها. وعلى هذا الأساس اضطر الدارسون إلى البحث عن تأثير لغة الجول1 في اللغة اللاتينية الدارجة التي كانت تتكلم في بلاد الجول، ولكن يجب الاعتراف بأن علماء اللغات الرومانية غير متفقين في هذه النقطة2. غير أنه من المحقق، من جهة أخرى، أننا نلاحظ وجود تطورات صوتية مشابهة في لغات شعوب مختلفة الجنس ولكنها متجاورة جغرافيا كما في الليفونية "وهي لغة فينية" والليتونية3 "وهي لغة هندية, أوربية"، وكما في الأرمينية "لغة هندية أوربية" والجورجية.

كان بعض علماء اللغات يميلون إلى المبالغة في تأثير تغيير اللغة فيجعلونه أصلا لتغيرات الصوتية الرئيسية4. والواقع أن هناك تغيرات صوتية ذاتية تنتج من انحدار طبيعي في النظام ويدعو إليها استعمال اللغة نفسه ويبررها كذلك.

دراسة تطورات اللغات تسمح لنا بأن نميز في سلسلة من التحولات الصوتية ما يرجع فيها إلى ظروف أجنبية. والعالم اللغوي الذي دأب باديء ذي بدء على معرفة النظام الصوتي للغة من اللغات في فترة من فترات تطورها معرفة عميقة، يستطيع دون مشقة أن يتعرف في التاريخ اللاحق لهذه اللغة آثار الاتجاهات الطبيعية التي كانت تحتويها اللغة بذورا في عهد سابق. هذه الدراسة تبشر بدراسة ذات قيمة عامة. فإن من ينجح في استخراج التعليمات التي تقدمها له جميع اللغات التي يعرف تاريخها، وفي تنسيقيها، يستطيع أن يحرر العمليات المطردة للتغير الصوتي. ولكن هذا العمل لم يعمل حتى الآن. ومع ذلك فأي عالم لغوي على علم بالصوتيات التاريخية لعدد من اللغات لا يكاد منذ الآن يتردد إذا ما رأي أمامه حالتين صوتيتين واردتين، في أن يقرر أيهما أسبق وفي أي اتجاه قد وقع التغير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015