اللغه (صفحة 66)

صوتي عناصر غالبة تسود غيرها. فيمكن دائما، إذا أريد وصف نظام للهجة ما، إرجاع كل تفاصيل هذه اللهجة إلى بضع قواعد عامة من وضع اللسان وشدة النفس والمجهود العضلي ... إلخ. هذه القواعد العامة ذات قيمة مؤقتة ما دام النظام الصوتي يتغير إن قليلا وإن كثيرا من سن إلى أخرى، ولكنها ما دامت موجودة فإنها تكون أساس اللغة وكأنها بمثابة هيكلها العظمى. فإذا ما نظرنا إليها باعتبار توالي العصور رأينا أنها تنبيء عن اتجاهات اللغة. ومن هنا نلاحظ، إذا فهمنا حالات اللغة التاريخية المتتابعة، أن التغيرات التي تبدو في حالات اللغة المتأخرة كانت توجد أجنة في حالاتها السابقة.

المثال الكلاسيكي الذي يذكر عادة لاطراد التغيرات الصوتية هو "الاستبدال المباشر للسواكن" في الجرمانية، ذلك الذي يسميه الألمان Lautverschiebung1 وتلاحظ هذه الظاهرة في لغات أخرى غير الجرمانية مثل الأرمينية والأوسية2 وتنحصر نقطة البدء في هذا الحذف في الفرق بين النطق مع إغلاق الحنجرة والنطق مع فتحها "انظر ص58".

إذا اعتاد شعب على النطق مع الفتح الحنجرة كما يفعل الجرمانيون، تعرضت الانفجاريات المجهورة والمهموسة لسلسلة من التغيرات ناجمة عن التأخر في وضع الذبذبات الحنجرية في حالة الحركة "انظر ص59" فمن جهة لما كان تذبذب الأوتار الصوتية لا يبدأ بعد الحبس مباشرة في مجموعه مثل با ba أو دا da، صار جزء من الساكن مهموسا، سواء أكان هذا الجزء صغيرا أم كبيرا. وأخيرا ينتهي هذا الميل بتحويل المجهور كله إلى مهموس. ومن جهة أخرى في مجموعة مثل تا ta وبا pa، يوجد بين انفجار الانفجاري وإنتاج الفتحة التي تليه وقت طويلا أكان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015